#عند الخامسة فجرًا ; استيقظت حتى تُعدَ الفطُور
لها و تستعِد لمقابلة خامسَ وظيفة تتقَدم لها خلال هذَا الشهر فتصبح بتفاؤُل تبدؤه
بيومهَا .
#عند السابعة صبَاحًا ; تستعِدُ لتدخُل مع
بابِ المديرَ لتُقدِم عرضها للوظيفة التي لطَالمَا حلُمت بِها , فَقد قدمَت كلُ ما عندها حتَى تمَ طردهَا مرة
أخرَى .
#عند العَاشرَة و الرُبعِ صبَاحًا ; تركَبُ "التاكسِي" متوجهة لذلِك المقهى التي تستجِد بِه
همومَها و ترَوِحُ عن نفسِهَا بنغماتِ موسيقى البِيانُو .
تراقِب المارةِ متجهِينَ إلى وظائِفهم و عائلة مكونةْ من طفلانِ و والديهِما
يتسابقُونَ لمَن يصلُ إلى الطاولةِ أولًا و عَاشِقَان ترمِشُ عيناهُمَا حبًا
لبعضِهِما .
يرِنُ هاتِفهَا فتستجيبُ لهُ
حتَى تُصدَمُ بصوتِهِ "أنَا مهاجِر , مُهاجر إلَى بلَدٍ دونَ مظالِم , لَأنثُرَ
الرثى علَى قِصةِ حُبي بكِ , لأَنثُرَ قِصةَ الفِراقِ ونحنُ لمْ تُفرقُنَا غيرَ
عتبةِ ذَلك البابِ . نعم , لنفترِق لأننِي أخافُ من وِصَالِنا , و أخَافُ من
أشواقِنا , سأهَاجر حتى لا أظلُمكِ يا حبيبة كَمَا ظُلمتُ في بلَدي , فقدْ قَالُوا
عني أنني من سرقَ خزائنُ بلدِي , فدافعُت عن نفسِي ,و لِكن اتهموني بالكذِبِ و أنا
بالصِدقِ مشهورٌ , سَامحينِي حبيبتِي فمَوعِدُنا ذلِك القبرُ مجمَعُنا , ودَاعًا
لكِ "
#عند الواحِدة ظهرًا ; تستَقبِلُ صدمتَهَا بدموعِ
عزاءٍ له و لهِجرَانه , فذلك الحبيب حبيبُ طفولتهَا و مراهقتُها و شبابِها , ولكِن
الحياةَ ظلمتهُما و أبعدتهُم .
#عند الخامسة عصرًا ; أغلقَت المُذكرة
بعَدما انتهت منها , مذكرة جمعَا بهَا عِشقَهُما و أجمل لحظاتِهما و حزنَهُما لتبقى
للأجيَالِ روعةً الأَحبابِ .
#عند السادسة مساءً ; استيقظت من نومِها
فزعَة حتَى تسمَعُ خبرَ الفِراقِ الحقيقي " ماتَ الحبيبُ قهرًا على الزَمانِ بينَ
صورِ ذكرى العُشَاقِ "
#عند السادسة و الرُبعِ ; خرجَت من منزِلِهَا
فزعَة حتى ترى وجههُ البراقِ , فلمْ تُدرك وجهَهُ حتى قابلتهَا السيارة مسرعة
ففَارقت الحياة حزنًا فتبِعته ظُلمًا .
#عند السابعة ; دُفنَ العشاقُ تحتَ ترابِ , جُمِعَا به بعد الهِجاءِ ,
قُهِرَا مظلمةً من زمانٍ , سلبَ منه حق الأبرياءِ , و سُرِدت قصتهُما للأجيال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق