السبت، 12 مايو 2012

عِندَ الحبيبَانْ انتَهَى




#عند الخامسة فجرًا ; استيقظت حتى تُعدَ الفطُور لها و تستعِد لمقابلة خامسَ وظيفة تتقَدم لها خلال هذَا الشهر فتصبح بتفاؤُل تبدؤه بيومهَا .

#عند السابعة صبَاحًا ; تستعِدُ لتدخُل مع بابِ المديرَ لتُقدِم عرضها للوظيفة التي لطَالمَا حلُمت بِها  , فَقد قدمَت كلُ ما عندها حتَى تمَ طردهَا مرة أخرَى .

#عند العَاشرَة و الرُبعِ صبَاحًا ; تركَبُ "التاكسِي" متوجهة لذلِك المقهى التي تستجِد بِه همومَها و ترَوِحُ عن نفسِهَا بنغماتِ موسيقى البِيانُو  .

تراقِب المارةِ متجهِينَ إلى وظائِفهم و عائلة مكونةْ من طفلانِ و والديهِما يتسابقُونَ لمَن يصلُ إلى الطاولةِ أولًا و عَاشِقَان ترمِشُ عيناهُمَا حبًا لبعضِهِما .

يرِنُ هاتِفهَا  فتستجيبُ لهُ حتَى تُصدَمُ بصوتِهِ "أنَا مهاجِر , مُهاجر إلَى بلَدٍ دونَ مظالِم , لَأنثُرَ الرثى علَى قِصةِ حُبي بكِ , لأَنثُرَ قِصةَ الفِراقِ ونحنُ لمْ تُفرقُنَا غيرَ عتبةِ ذَلك البابِ . نعم , لنفترِق لأننِي أخافُ من وِصَالِنا , و أخَافُ من أشواقِنا , سأهَاجر حتى لا أظلُمكِ يا حبيبة كَمَا ظُلمتُ في بلَدي , فقدْ قَالُوا عني أنني من سرقَ خزائنُ بلدِي , فدافعُت عن نفسِي ,و لِكن اتهموني بالكذِبِ و أنا بالصِدقِ مشهورٌ , سَامحينِي حبيبتِي فمَوعِدُنا ذلِك القبرُ مجمَعُنا , ودَاعًا لكِ "

#عند الواحِدة ظهرًا ; تستَقبِلُ صدمتَهَا بدموعِ عزاءٍ له و لهِجرَانه , فذلك الحبيب حبيبُ طفولتهَا و مراهقتُها و شبابِها , ولكِن الحياةَ ظلمتهُما و أبعدتهُم .

#عند الخامسة عصرًا ; أغلقَت المُذكرة بعَدما انتهت منها , مذكرة جمعَا بهَا عِشقَهُما و أجمل لحظاتِهما و حزنَهُما لتبقى للأجيَالِ روعةً الأَحبابِ .

#عند السادسة مساءً ; استيقظت من نومِها فزعَة حتَى تسمَعُ خبرَ الفِراقِ الحقيقي " ماتَ الحبيبُ قهرًا على الزَمانِ بينَ صورِ ذكرى العُشَاقِ "

#عند السادسة و الرُبعِ ; خرجَت من منزِلِهَا فزعَة حتى ترى وجههُ البراقِ , فلمْ تُدرك وجهَهُ حتى قابلتهَا السيارة مسرعة ففَارقت الحياة حزنًا فتبِعته ظُلمًا .

#عند السابعة ; دُفنَ العشاقُ تحتَ ترابِ , جُمِعَا به بعد الهِجاءِ , قُهِرَا مظلمةً من زمانٍ , سلبَ منه حق الأبرياءِ , و سُرِدت قصتهُما للأجيال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق