الثلاثاء، 21 فبراير 2012

وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا

{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}


هذا هو المبتغى السامي الذي يطمح الكثير له , العلم 
و العلم لايأتي إلا بالقراءه و البحث و الكتابه
و لكن اليوم هنالك من يدعِي ان العلم بالحوار و مناقشة في امور لا تعنيه بحيث ان لا ثقافه لديه ولا دراية 
نبدأ أولًا بالصوره العامه وهي العلم 
العلم و المعرفه هي اساس الثقافه لدى الفرد , فالعلم فيه رقي للأمه و بناء حضاره تذكرها الأجيال
فلنعد قليلًا إلى الوراء إلى عصرِ عرف بالعصر الذهبي الذي بفضله تطور المسلمين ولكن أبناء اليوم ضيعوه 
( العصر الذهبي للإسلام يمتد لغاية القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي )
فلقد كان في هذا العصر السامي كانت القبائل تتنافس في بناء المدارس و المكتبات للطلاب و للمتعلمين 
ولقد كان التفاخر للقبائل بعدد مدارسها وطلابها المتخرجين منهم 
فبهذا العصر اختفى الأمي فيها و أصبح الكتاب رمزٌ للحضاره 
ولكن كيف يتعلم الطفل المسلم في هذا العصر ؟!

(قراءه التغريده من الأسفل لأعلى ) 


النقطه الآخرى التي سأتكلم عنها هو الكتاب
الكتاب بالعالم العربي مهمل , مهمش , لا نعرفه إلا بالمدرسة فقط 
فالنلقي نظره إلى السلف , فلقد كان الكتاب لديهم خير جليس
و له احترام كالضيف المسافر من بلدهِ إلى غربةٍ 
فمن الأمثله منهم : 

ابن عقيل الحنبلي ( ت 513 هـ) : 
روي عنه قوله : 
إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة , وبصري عن مطالعة , أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح , فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره , وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانيين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة . 
سليم الرازي :
جاء في كتاب " تبيين كذب المفتري " للحافظ بن عساكر وطبقات الشافعية لتاج الدين السبكي في ترجمة الإمام سليم الرازي أحد أئمة السادة الشافعية في عصره ( ت 447 ) قول تاج ألسبكي : " كان رحمه الله من الورع على جانب قوي يحاسب نفسه على الأوقات , لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة , إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ أو ينسخ شيئا كثيرا " 
وكان الخليفة المأمون بن هارون الرشيد ( ت 170 هـ ) ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام .
ويقال أن الجاحظ لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته حتى أنه كان يكتري دكاكين الكتبيين ويبيت فيها للمطالعة .

فما أجملها من لحظات من أفعال السلف فلقد كان الكتاب يكرم لديهم  .
و اشتهر العهد الاندلسي بالعلم و الكتابه حتى انه قيل عن الشباب الأوروبي في العصور الوسطى: 
"إنهم يلتهمون كتب العرب ويجمعونها بأغلى الأثمان, ويترنّمون في كل مكان بالثناء على الذخائر العربية"

بعد العلم و المعرفه و القراءه يأتي بعدها الكتابه 
التدوين شيء مهم للإنسان فيه تلخيص لما قراءه و تذكير للمعلومات 
ولكن أيضًا فيه نشر لعلم بين افراد الناس ليستفيدوا منه 
فأساس تطور الغرب و تقدمهم علينا هو حبسهم و احتفاظهم لكتب علماء المسلمين 
بعد الحروب التي شنت و دمرت العصر الذهبي الاسلامي 
ولكن فلنتبع نهج السلف في الكتابه ومنهم :
ابن جرير الطبري ( 310 هـ ) : 
عاش ابن جرير الطبري 86 سنة وقد قدر بعض الباحثين أن ما ألفه وصل إلى 358 ألف ورقة و أنه كان يكتب كل يوم 14 ورقة وقد قدرها بعض المؤرخين ب 40 ورقة لليوم . 
وذكر أنه كتب دعاء قبل وفاته بساعة فقيل له في ذلك فقال : ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات . 
ابن الجوزي ( 597 هـ ) :
عاش 89 سنة وأربت تآليفه على 500 كتاب . 
أورد الذهبي في تذكرة الحفاظ عن أبي المظفر سبط ابن الجوزي سمعت جدي يقول : كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد . 
ويقول ابن الوردي في " تتمة المختصر في أخبار البشر " :
( قيل : إنه جمعت الكراريس التي كتبها أبو الفرج ابن الجوزي , وحسبت مدة عمره فقسمت على المدة فكان ما خص كل يوم منها تسعة كراريس . ) 
وهذا الإمام النووي (ت 676هـ ) كان معدل حصة اليوم الواحد من حياته 4 ورقات .

بعد الكتابه تحتاج كتب المسلمين إلى رفوف و غرف للحفاظ عليها و جمعها , فإذًا يتطرق للذهن إلى سؤال 
" كيف كانت المكتبات في العالم الاسلامي ؟! "

(قراءه التغريده من الأسفل لأعلى ) 


ومع العلم الذي شنه الاسلام و المسلمين قديمًا فلقد تأثر الغرب و خاصه الأوروبيين فيه 
فكان الشاب الأوربي يقرأ شعر العرب وأقاصيصهم, ويدرس بشغف التصانيف التي كتبها الفلاسفة والفقهاء المسلمون؛ ليتفاخر بأنه أصبح حضاريًا ومثقفًا!
فاللغه العربيه أصبحت هاجس لديهم مثلما الآن اللغة الانجليزيه هاجس لدينا 
فلقد يتفاخر الحبيب أمام محبوبته بكلمة " أحبك " بالعربيه
و في نظر الأوربيين في العصور الوسطى: اللغة العربيّة كانت لغة العلم, الجمال, الثقافة؛ ومن لا يتقنها كان يُنظر إليه كـ"متخلّف عن ركب الحضارة"!

وفي النقطة الأخيرة أود ان اتطرق إلى الاحترام فالاحترام لمعلمك و شيخك دليل على تربيتك الجيده و الحسنه
والسلف كانوا يبالغون في احترام معلميهم وشيوخهم
يقول شعبة بن الحجاج : ما سمعت من أحد حديثاً إلا كنت له عبدا ً.
ابن عباس : معلم الناس الخير تستغفر له الحيتان في البحر.
وكان ابن عباس يذهب لزيد بن ثابت ويجلس عند بابه احتراماً له وتوقيراً ولايطرق عليه الباب حتى يخرج ،فإذا خرج امسك بذلول ناقته أو راكبه فيقول ثابت( يا ابن عم رسول الله ،هل أمرتني فأتيك ؟) فقال :هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا .

هــم زينة الدنــيا وبهجتها *** وهم لها عمد ممدود الطلب
تحيا بهم كل أرض ينزلون بها *** كأنهم لبقاع الارض أمطــار.

وفي الأخير أتمنى أن يرتقي العلم لدينا بين المسلمين فلنعيد أمجادنا و حضارتنا التي سلبت مننا 
و الشكر لأختي و صديقتي : سارة القحطاني على سماحها بإقتباس بعض من تغريداتها 
حسابها : 

Saroon_Saad@


وحسابي :- 

Amjad_MQL@


و أتمنى انني لم أطل عليكم , و السلام علكيم و رحمته الله وبركاته 

هناك تعليقان (2):

  1. جميل جداً وبحث مهم
    ~~~
    نتمنى حقاً ان تعود لنا مكانتنا ولا يكون ذالك الا بالعودة للكتاب

    ردحذف
  2. ابراهيم العمير24 فبراير 2012 في 7:37 م

    سبحان الله ..
    مايحدث في تلك الأزمان يحدث الآن ولكن بالعكس فقد أخذوا مجدنا وتعب أجدادنا صرنا الآن نعتقد بأن الحضارة هي لغة الغرب ومايفعله الغرب، أعترف بعد ان عرفت من هذا البحث الشيّق والمحزن قليلاً ( استحيت على وجهي ) ،ولكن الحمد لله.
    مقال جميل وغنيّ جدّاً

    ردحذف