في الصومال أمٌ حائرة : ” أأطعم هذا أولاً ؟ ” , فتجيبها النفس ” لا بل هذا ” فتقول ” لا بل هذا “
مابالنا ؟
ما بال أمّتنا التي قد صفّدت قواتها ؟
ما بالنا ننسَى عروبتنا جياعاً لا يقدرون تنفساً , ننسَى كم من الأزمان كنّا أمةً جَعلت من الإسلام ديناً واضحاً متمسكين بهِ مدَى الأزمان ؟
**
كَيف حالكَ يا صغير ؟
كَيف تأكل ؟
أخبرتني يوماً أنّكَ تأكل هواءً لا طعمَ له , لكنّه يسدّ رمقك !
أمازال هواؤك على قيد الحياة ؟
ألم يُصب بموت الأحياء مثلك ؟
أمازالت الأيّام تقلبك بينها ؟
أمازلتَ تستنجدُ ولا أحد يسمع ؟
أما زال وجهكَ على قيد الحياة ؟
أما زالت أحشاؤك جافّة , لا يرويها حتّى الماء ؟
أما زلت تجمعُ لعابك لترطب بهِ فيك ؟
وَ ما حال عروقك ؟
أتعدها إلى هذا الوقت ؟
أذكر أنك كنتَ تحاول عدّ كريات الدم الحمراء , لكنكَ تفشل كل مرةٍ ؛ لأنك تخشى من عدها جيّداً فتجد أنها لا تكفيك !
أتصدق أني ماعدتُ أستطيع النظر لصورك ؟ ؛ لأني أخشى علي من عتابك !
أخشى أن تتذكر حديث عمر ” أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جــاع طيــر في بلاد المسلميــن . ” فَيتعصر قلبك , أخشى أن أرى إلى عينيكَ الصغيرتين فأقرأ فيهما سالفةً حزينة !
أخشَى أن تضحكَ في وجهي : نحن كل عامنا رمضَان , لكننا لا نفطر ولا نتسحر أبداً !
أخشَى من كل شيء !
أخشى من أن تموت أمامي , موتةً الأحياء .
موتةٌ لا جوعَ فيها وَ لا عطش .
نَم يا صغيري نَم , وَ سأحكي قصة الطفل الذي قد جاعَ في الصومال وَ لم يجد طعمٌ يبلل ريقهُ سوَى أن يُسلم نفسه للموت !
* جَواهر التركي .
مبدعة ,
ردحذفاستمري ..
انسانه
ردحذفتسلمين قلبي <3 , وانتي استمري بتواجدك